دبس التفاح: لا كساد بعد اليوم.. هيا بنا الى تصنيعه
يتميز دبس التفاح بارتفاع نسبة سكر الفركتوز فيه ويتحمل التخزين إذا ما تم تخزينه بشروط جيدة، دون أن تتأثر مواصفاته كما أنه لا يتجمد بعكس دبس العنب، وهو يشكل مردوداً اقتصادياً ليس على المزارع فحسب، بل إجتماعياً حينما يوفر فرص عمل جديدة ويساهم في تصريف الإنتاج وتسويق التفاح بطرق أسلم عبر تحويله إلى دبس.
إذ بينت نتائج التجارب أن كل (7 إلى 9 كغ) تفاح تعطي 1 كغ دبس مع الأخذ بعين الاعتبار موعد القطاف (النضج)، نوع التفاح (اذا ما كان مروياً او بعلاً) بالإضافة للمواصفات الفيزيائية والكيميائية للناتج من حيث نسبة المواد الصلبة الذائبة “البركس” والسكريات الكلية والأحادية “غلوكوز + فركتوز”، وقد تميز المنتج بمواصفات نوعية عالية إذ أعطى كل 8 كغ من التفاح 1 كغ من الدبس الذي وصلت نسبة السكريات الكلية فيه إلى 68%، مع ارتفاع نسبة السكريات الأحادية خاصة الفركتوز، حيث تصل إلى 55%، مع العلم أن نسبة الرطوبة لا تتجاوز 25%. وهنا يجب التركيز على موصفات الصنف المستخدم وموعد القطاف على المردود ومواصفات الدبس الناتج إضافة لدراسة التغيّرات الحاصلة على الدبس خلال فترة التخزين.
وفي دراسة أولية، فإن المردود يختلف باختلاف الصنف وحجم الثمار ونسبة السكريات فيها عند القطاف والفرز وتبين بشكل عام أن مردود المنتجات ذات الموعد المتأخر بالقطف أفضل بكثير من المنتجات التي قطفت في موعد مبكر.
ومن حسنات هذا التصنيع الكبيرة أنه يخفف على المزارع أعباء كلفة التخزين والتبريد، وما يحتاجه من مراكز ونقل وعمال وكهرباء.
ومن فوائده الصحية الكبيرة ان تناوله في الشتاء يعطي شعوراً بالدفء ويزيد مناعة الجسم وذلك مباشرة أو عبر استخدامه في تحلية المشروبات الساخنة وأغذية الأطفال.
ويتميز دبس التفاح كونه منتجاً طبيعياً بالكامل وغنياً بالكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والحديد والنحاس والزنك والمغنزيوم وبعض الفيتامينات الأخرى.
وتبين علمياً أنه سهل الهضم والإمتصاص وأحد البدائل الصحية للحلويات وينصح به لمن يعاني من فقر الدم وارتفاع الحموضة في المعدة.
ودبس التفاح من الصناعات الحديثة محلياً رغم أهميته في إيجاد بديل تسويقي جيد للفاقد من الثمار، ويعود بالربح على المزارعين، اذ تبين احصاءات وزارة الزراعة اللبنانية أن محصول هذا العام قد يصل الى نحو 344 ألف طن، وهو موسم ممتاز بعدما كان في العام الماضي نحو 200 الف طن، واذا ما لاقى اسواق للتصريف وتخفيض كلفة الانتاج ومنع المنافسة مع التفاح المستورد، وبالتالي فإن الحل بالتصنيع سؤمن فرصة كبيرة للإستفادة من الفائض عن البيع الطازج.
لذلك يتوجب علينا الإضاءه والنصح باعتماد مثل هذه الصناعات الغذائية المحلية بالإجمال وعلى رأسها اليوم دبس التفاح لأهميته كمنتج بديل صحي وآمن.
مازن الحلواني